أخبار العالممنوع

الولايات المتحدة تسلم 11 معتقلًا يمنيًا من غوانتانامو إلى عُمان وتعيد معتقلًا تونسيًا إلى بلاده في إطار جهود تقليص عدد المحتجزين

الكرامة | الولايات المتحدة

تسلمت سلطنة عمان أحد عشر معتقلا يمنيا من غوانتانامو أفرجت عنهم الولايات المتحدة الأمريكية بعد رحلة معاناة امتدّت لأكثر من عشرين عامًا تخللتها انتهاكات صارخة ترقى لجرائم ضد الإنسانية، من بينها التعذيب في المواقع السوداء التابعة لوكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية.

والمعتقلون اليمنيون المفرج عنهم هم: ١.عبدالسلام الحيلة، ٢.عبده علي الحاج شرقاوي، ٣.خالد أحمد قاسم، ٤.عثمان عبد الرحيم محمد عثمان، ٥.معاذ حمزة أحمد العلوي، ٦.زهير عبده أنعم سعيد الشرعبي، ٧.هاني صالح رشيد عبدالله، ٨.عمر محمد علي الرمّاح، ٩.توفيق ناصر أحمد البيحاني، ١٠.سند يسلم الكاظمي، ١١.حسن محمد علي بن عطّاش.

وبحسب البنتاغون، فإنّ من بين السجناء الـ15 المتبقّين في غوانتانامو هناك ثلاثة مرشحون لنقلهم فوراً إلى بلادهم أو إلى دول ثالثة، كما أن ثلاثة مرشحون أيضاً لمراجعة ملفاتهم للنظر بإمكان الإفراج عنهم، بينما وُجّهت اتهامات إلى سبعة آخرين وأدين الاثنان الباقيان.

عودة معتقل تونسي 

يأتي ذلك بعد أسبوع على الإعلان عن نقل المعتقل التونسي رضا بن صالح اليزيدي من غوانتانامو إلى بلده بعد سنوات من المعاناة في هذا السجن سيء الصيت الواقع شرق جزيرة كوبا.

واليزيدي من مواليد 1965، نُقل إلى معتقل غوانتانامو في 2002، وقد انقطعت أخباره منذ تسلمته تونس، الأمر الذي يوجب على سلطات بلاده تحديد مكانه واحترام حقوقه التي أهدرت طوال عقدين.

تحثّ الكرامة السلطات التونسية على احترام التزاماتها بموجب القوانين المحلية والقانون الدولي وضمان حقوق السيد اليزيدي وتمكينه من استئناف حياته الطبيعية مع عائلته دون قيود.

عمان والإمارات 

وكانت سلطنة عمان استقبلت في يناير/ كانون الأول 2016 عشرة سجناء من غوانتانامو أفرجت عنهم الولايات المتحدة من معتقل غوانتانامو العسكري.

وقالت الخارجية العمانية إن الخطوة جاءت “لتلبية التماس الحكومة الأميركية المساعدة في تسوية قضية المحتجزين في معتقل غوانتانامو مراعاة لظروفهم الإنسانية”، مشيرة إلى أن إقامة هؤلاء في السلطنة مؤقتة.

وبخلاف الأوضاع التي عانى منها معتقلون يمنيون استقبلتهم الإمارات وتعرضوا للتعذيب وسوء المعاملة، تقول عائلات المعتقلين الذين استقبلتهم سلطنة عمان إنه جرت معاملتهم بشكل لائق.

وكانت الإمارات استقبلت في الفترة بين نوفمبر/ تشرين الثاني عام 2015 ويناير/ كانون الثاني 2017 نحو 18 معتقلا يمنيا، وأُفيد بأنهم تلقوا تأكيدات، لأسباب إنسانية، بأنهم سيقضون ما بين 6 إلى 12 شهرا في برنامج إعادة تأهيل سكني قبل إطلاق سراحهم والسماح لهم بالعيش في المجتمع الإماراتي ولم شملهم مع أسرهم، لكنهم ظلوا في السجون الإماراتية لسنوات طويلة وتعرضوا لصنوف القمع والتنكيل وسوء المعاملة، وصفها بعضهم في حديث للكرامة بعد إطلاق سراحهم وإعادتهم إلى اليمن بأنها أسوأ من “غوانتانامو”، ولم يتمكنوا من استعادة حريتهم إلا في أغسطس / آب 2021 في أعقاب إدانة خبراء في مجال حقوق الإنسان بالأمم المتحدة، لدولة الإمارات بشأن الحجز التعسفي المستمر وسوء المعاملة لهؤلاء المعتقلين العائدين من غوانتانامو.

نشاط الكرامة
على مدى سنوات، ظلت قضية معتقلي غوانتانامو على رأس قائمة انشغالات الكرامة، عبر مختلف آليات الدعم والمناصرة، ونظمت أو شاركت في العديد من الفعاليات والأنشطة الميدانية إلى جانب أهالي المعتقلين والمنظمات غير الحكومية، من أجل التذكير بمعاناة ضحايا هذا المعتقل سيء الصيت وذويهم.

ورغم هذه الانفراجة في مأساة معتقلي اليمن بغوانتانامو، تعبر الكرامة عن قلقها مجددًا بشأن مصير البقية وتأمل إطلاق سراحهم فورا، دون قيود، وضمان سلامة عودتهم، كما تحث السلطات اليمنية والمجتمع الدولي على ضرورة مساعدة هؤلاء المعتقلين المفرج عنهم ضحايا الاعتقال المطوّل في استئناف حياتهم الطبيعية ولم شملهم بعائلاتهم وجبر الضرر الذي لحق بهم.

وفي السياق، أيضًا تشدد الكرامة مجددًا على ضرورة أن تفي الإدارة الأمريكية بوعودها في إغلاق غوانتانامو من خلال نقل جميع الأفراد الذين تمت تبرئتهم وتوفير حل قانوني عادل لأولئك الذين ما زالوا محتجزين.

Hany Khater

د. هاني خاطر حاصل على درجة الدكتوراه في السياحة والفندقة، إضافة إلى بكالوريوس في الصحافة والإعلام. يشغل منصب رئيس الاتحاد الدولي للصحافة العربية وحقوق الإنسان في كندا، وهو أيضًا رئيس تحرير موقع الاتحاد الدولي للصحافة العربية وعدد من المواقع الأخرى. يعد هاني خاطر صحفيًا ومؤلفًا ذو خبرة عميقة في مجال الصحافة والإعلام، متخصصًا في تغطية قضايا الفساد وحقوق الإنسان والحريات. يركز في عمله على تسليط الضوء على القضايا المحورية التي تؤثر على العالم العربي، ولا سيما تلك المتعلقة بالعدالة الاجتماعية والحقوق المدنية. على مدار مسيرته المهنية، نشر العديد من المقالات التي تتناول انتهاكات حقوق الإنسان والحريات العامة في بعض الدول العربية، فضلًا عن القضايا المتعلقة بالفساد الكبير. يتميز أسلوبه الكتابي بالجرأة والشفافية، حيث يسعى من خلاله إلى رفع مستوى الوعي وإحداث تغيير إيجابي في المجتمعات. يؤمن هاني خاطر بدور الصحافة كأداة للتغيير، ويعتبرها وسيلة لتعزيز التفكير النقدي ومحاربة الفساد والظلم والانتهاكات، بهدف بناء مجتمع أكثر عدلًا وإنصافًا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!