دولي

تعايش مع المخاوف من زلزال محتمل.. معلومات ومشاهدات بإسطنبول

تتوالى تحذيرات علماء الجيولوجيا من زلزال قادم يهدد إسطنبول، وسط استعدادات وتجهيزات من السلطات التركية للتقليل من أضراره قدر الإمكان، وفقا لما تذكره وسائل إعلام محلية وما يدور عبر منصات التواصل الاجتماعي في البلاد.

ويبدو من الواضح أن زلزال فبراير الماضي الذي ضرب جنوبي تركيا وسوريا، أثار الخوف لدى سكان إسطنبول، مما دعا بعضهم إلى التفكير بالهجرة منها.

وضجت منصات التواصل الاجتماعي في تركيا مؤخرا، بمنشورات تفيد أن “الممثل التركي تولغهان سايشمان وزوجته قررا مغادرة البلاد خوفا من الزلزال المرتقب”، رغم نفيه ذلك وإشارته إلى أنه سافر لأسباب خاصة.

ومجددا كتب عالم الزلازل الهولندي فرانك هوغربيتس عبر حسابه على منصة “إكس”، “تويتر” سابقا: “ليست هناك زلازل كبيرة حتى الآن”.

وأضاف: “كان توقعي أن أكبر نشاط زلزالي سيحدث على الأرجح في النصف الثاني من أغسطس بعد تراكم الكثير من الطاقة والضغط”.

نبض الشارع

  • في جولة ميدانية لموقع “سكاي نيوز عربية” وسط شوارع إسطنبول، تبدو مشاعر الخوف لدى بعض السكان، لا سيما في الأحياء التي صنفت على أنها شديدة الخطورة.
  • رغم الحديث عن التنبؤات، فإن الحركة السياحية تعتبر في أوجها في موسم الصيف في المدينة الكبيرة.
  • قالت عفراء، وهي أم لطفلين، لموقع “سكاي نيوز عربية”: “أعيش في منطقة الفاتح. تعبت من متابعة الأحاديث المتداولة عن زلزال إسطنبول المرتقب. إنها تثير فينا الرعب”.
  • قال جنيد كلبيك الذي يعمل مدير فندق في إسطنبول: “لا تقلقني أخبار التنبؤات. نحن ندرك أننا سنموت حين يشاء الله، ويجب حجب هذه الأخبار عن الأطفال”.
  • أضاف كلبيك: “نتوق اليوم إلى مستقبل الوضع الاقتصادي. أخبار التنبؤات لن تصب في مصلحة البلاد”.
  • قال السائح إسماعيل محمد، وهو عربي: “جئت مع زوجتي وأولادي لقضاء أسبوعين في إسطنبول، ولا أكترث لأخبار التنبؤات”.
  • قالت الشابة العشرينية نور غوندام لموقع “سكاي نيوز عربية”: “الحديث عن زلزال مرتقب في إسطنبول مبالغ فيه جدا”، وتساءلت: “هل يجب علينا أن نترك المدينة مثلا؟”.
  • أضافت: “لا أحب متابعة هذا النوع من الأخبار لأنها تبث الرعب بين الناس من دون جدوى”.
  • الجفاف يجبر سكان إسطنبول على ترشيد استهلاك الماء

ويمتد جدل الزلزال إلى منصات التواصل الاجتماعي، إذ تبدو مخاوف الأتراك التي يتناقلونها عبر حساباتهم الشخصية واضحة.

ويقول الصحفي جان داش تولغا في هذا السياق عبر حسابه على منصة “إكس”: “يجب إنشاء جيش بحث وإنقاذ مدني قوامه مليون شخص على الأقل في إسطنبول. على الدولة توفير التدريب على البحث والإنقاذ والإسعافات الأولية لكل من يعيش في المدينة”.

جهود رسمية

ووفقا لوسائل إعلام تركية، دعا رئيس بلدية إسطنبول أكرم إمام أوغلو إلى التعاون بين البلدية والحكومة للإسراع في تجهيز المدينة المعرضة لخطر الزلزال.

وقال: “علينا التعبئة من أجل ذلك، وهذا لا يقتصر على بلدية منطقة أو بلدية ولاية أو وزارة أو وزارات معينة فقط”.

وصرح وزير البيئة والعمران محمد أوزاسكي قائلا: “سنبدأ العمل على خطة التحول الحضري لـ1.5 مليون مبنى في إسطنبول بسبب المخاطر التي قد تواجهها من جراء أي زلزال محتمل”.

مئات المصابين من الزلزال يتلقون العلاج في مستشفيات إسطنبول

وعقب زلزال جنوب تركيا المدمر في فبراير، قسم عالم الجيولوجيا التركي جلال شنغور أحياء إسطنبول الـ39 إلى مجموعات وفقا لدرجة الخطورة من أي زلزلل محتمل، ونوعية الأبنية الموجودة فيها وتاريخ بنائها.

وقال شنغور إن إسطنبول بها “مناطق متينة ومقاومة، وأخرى قوية بشكل نسبي، وثالثة شديدة الخطورة”.

وتعد إسطنبول واحدة من المدن الأكثر عرضة للزلازل، وتقع على خط صدع شمالي الأناضول، وتصنف ضمن المجموعتين الثانية والثالثة من حيث المخاطر.

ويعتبر خط صدع شمال الأناضول من أكثر خطوط التصدع نشاطا في العالم، ويبلغ طوله 1200 كيلو متر، بينما يتراوح عرضه بين 100 متر و10 كيلومترات.

Hany Khater

د. هاني خاطر حاصل على درجة الدكتوراه في السياحة والفندقة، إضافة إلى بكالوريوس في الصحافة والإعلام. يشغل منصب رئيس الاتحاد الدولي للصحافة العربية وحقوق الإنسان في كندا، وهو أيضًا رئيس تحرير موقع الاتحاد الدولي للصحافة العربية وعدد من المواقع الأخرى. يعد هاني خاطر صحفيًا ومؤلفًا ذو خبرة عميقة في مجال الصحافة والإعلام، متخصصًا في تغطية قضايا الفساد وحقوق الإنسان والحريات. يركز في عمله على تسليط الضوء على القضايا المحورية التي تؤثر على العالم العربي، ولا سيما تلك المتعلقة بالعدالة الاجتماعية والحقوق المدنية. على مدار مسيرته المهنية، نشر العديد من المقالات التي تتناول انتهاكات حقوق الإنسان والحريات العامة في بعض الدول العربية، فضلًا عن القضايا المتعلقة بالفساد الكبير. يتميز أسلوبه الكتابي بالجرأة والشفافية، حيث يسعى من خلاله إلى رفع مستوى الوعي وإحداث تغيير إيجابي في المجتمعات. يؤمن هاني خاطر بدور الصحافة كأداة للتغيير، ويعتبرها وسيلة لتعزيز التفكير النقدي ومحاربة الفساد والظلم والانتهاكات، بهدف بناء مجتمع أكثر عدلًا وإنصافًا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!