أعرب مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية عن انزعاجه من الهجمات المستمرة في مختلف أنحاء قطاع غزة، والتي خلفت عشرات القتلى الفلسطينيين. جاء هذا في أعقاب غارة جوية الليلة الماضية بالقرب من مستشفى كمال عدوان في محافظة شمال غزة، حيث أفادت التقارير بمقتل العشرات من الأشخاص، بما في ذلك عاملون في مجال الصحة.
وقال مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) إن الموظفين والمرضى ومرافقيهم أجبروا على مغادرة المستشفى اليوم الجمعة، فيما وردت أنباء عن اعتقالات وأضرار كبيرة بالمنشأة.
خلال مؤتمر صحفي في نيويورك، قالت المتحدثة المساعدة باسم الأمم المتحدة ستيفاني تريمبلاي، إن الفرق الأممية لا تزال تواجه “رفضا ممنهجا” للوصول الإنساني إلى شمال غزة، الذي يقبع تحت الحصار منذ عدة أسابيع.
وأضافت: “اليوم فقط، رفضت السلطات الإسرائيلية محاولة أخرى من جانب الأمم المتحدة للوصول إلى أجزاء من محافظة شمال غزة. منذ أوائل تشرين الأول/أكتوبر، تم رفض معظم المحاولات التي تنسقها الأمم المتحدة للوصول إلى هذه المناطق. كما واجهت الاستثناءات القليلة عوائق كبيرة، والتي غالبا ما تمنع الفرق من إنجاز العمل الذي شرعت في القيام به”.
وضع مأساوي في مدينة غزة
وفي الوقت نفسه، قالت الأوتشا إن النازحين من الشمال إلى مدينة غزة يواجهون نقصا حادا في المياه حيث لا تعمل سوى آبار مياه قليلة في المناطق التي تجمعوا فيها، كما تضررت شبكة الصرف الصحي. ووجد فريق تقييم تابع للوكالة الأممية أنه لا توجد إدارة للنفايات الصلبة، والمستشفيات مكتظة، والناس يعيشون في ظروف غير صحية تزيد من خطر تفشي الأمراض.
وأشار الفريق إلى أن الأشخاص في مواقع النزوح يواجهون أيضا مخاطر بسبب الفيضانات المحتملة. هذا وقد وردت أنباء عن هجوم مميت آخر في منطقة الشيخ رضوان بالمدينة، مما أدى إلى “تلقي المرافق الصحية المرهَقة إصابات جماعية جراء الضربة”.
“تكتيكات شبيهة بالحرب”
وحول الوضع في الضفة الغربية، أشارت الأوتشا إلى أن القوات الإسرائيلية قتلت 20 فلسطينيا على مدى عشرة أيام، بما في ذلك 12 حالة وفاة على الأقل بسبب الغارات الجوية.
وأفاد العاملون في المجال الإنساني على الأرض بأن العملية العسكرية الإسرائيلية في مخيم طولكرم للاجئين تسببت أيضا في أضرار جسيمة للبنية التحتية.
وحذرت الأوتشا من أن “تكتيكات فتاكة شبيهة بالحرب تُطبق بشكل متكرر خلال هذه العمليات في الضفة الغربية، مما يثير المخاوف بشأن استخدام القوة التي تتجاوز معايير إنفاذ القانون”.
عام من النزوح في الضفة
ومع اقتراب نهاية العام، أفاد مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية بأن عام 2024 شهد أكبر عدد من الفلسطينيين النازحين في جميع أنحاء الضفة الغربية منذ أن بدأت سجلاته قبل ما يقرب من عقدين من الزمن.
فبحلول يوم الاثنين، تم تهجير ما مجموعه 4706 فلسطينيين في الضفة هذا العام، بما في ذلك 1949 طفلا.
وفي هذا السياق، قالت السيدة تريمبلاي: “تم تهجير أغلبية الناس في العمليات التي نفذتها القوات الإسرائيلية، وخاصة في مخيمات اللاجئين والمناطق الحضرية الأخرى في شمال الضفة الغربية”.
كما كان هدم الممتلكات الفلسطينية من بين العوامل الأخرى التي أدت إلى نزوح قياسي هذا العام، والتي شملت أيضا عنف المستوطنين وقيود الوصول. على مدار العام الماضي، هدمت السلطات الإسرائيلية أو أجبرت على هدم أكثر من 1200 مبنى، بحجة عدم وجود تصاريح للبناء، والتي يكاد يكون من المستحيل على الفلسطينيين الحصول عليها.