دولي

مضمون رسائل “طالبان” الأولى إلى العالم بعد العودة إلى كابول

عقب يومين من استيلاء حركة طالبان على السلطة في أفغانستان، بادرت الحركة إلى توجيه رسائل طمأنة إلى المجتمع الدولي وكذا إلى الشعب الأفغاني وتبيان هدفها وترسيم شبه خارطة طريق لسياستها المستقبلية في هذا البلد، بعد انسحاب القوات الأمريكية التي مكثت في أفغانستان لمدة عشرين عاما.

الحركة قطعت تعهدات للمجتمع الأفغاني وللدول الاقليمية والدولية مباشرة، من خلال أول مؤتمر صحفي تعقده بعد السيطرة على الحكم في أفغانستان.

أي تعهدات ؟

لم يكن أمام الحركة إلا أن تظهر للعالم صورة الاعتدال والتسامح والمرونة والسلام، وإشاعة أجواء من الهدوء، في محاولة منها للانفصال عن خطاب التشدد والكراهية والتطرف. وتعهدت الحركة بإحداث تغيير إيجابي ينعكس على حياة الشعب واحترام المعارضة والمرأة وجميع الأعراق والأديان، فضلا عن تمكين وسائل الإعلام من العمل بكل حرية في أفغانستان. وأكدت الحركة أنها ستبقى على صلة مع وسائل الإعلام “التي ستعمل بحرية”.

الحركة شددت من جانب آخر على أنها لن تسمح لأي أحد بخلق نعرات على أساس العرق أو الدين وعلى ضرورة بقاء أفغانستان “موحدة للجميع”.

ذبيح الله مجاهد الناطق باسم الحركة قال إن أفغانستان كانت وما زالت دولة إسلامية :”سواء قبل 20 عاما أم الآن، لكن هناك اختلافا هائلا بين ما نحن عليه الآن وما كنا عليه قبل 20 عاما”. وحث الناطق باسم الحركة السياسيين المعارضين على عدم مغادرة البلاد، مشددا في الوقت ذاته على أنه لا مبرر لسفرهم لأن الوطن يسع الجميع.

على صعيد آخر، وعد مجاهد الشعب الأفغاني بتغيير إيجابي ينعكس على حياته اليومية. وقال الناطق باسم طالبان إن الحركة ستركز على إرساء اللبنات التحتية وإعادة الحيوية إلى المشاريع التنموية، وأضاف أن الحركة لا تريد أي حرب في البلاد، ولا تسعى إلى تصفية الحسابات.

المرأة حرة بموجب “الشريعة والقانون”

وأوضح مجاهد أن “الإمارة الإسلامية تتعهد بمنح المرأة حقوقها الكاملة التي منحتها إياها الشريعة والقانون”.

وقال إن المرأة ستباشر عملها في الدوائر الحكومية وهناك “حصص خاصة بالنساء”. أما في ما يخص حرية اللباس وإجبارية ارتداء البرقع، وهو الهاجس الأكبر الذي تتخوف منه المرأة الأفغانية بعد سنوات من النضال لنيل حقوقها سواء في مجال العمل أو في اختيار لباسها الملائم، فأجاب ذبيح الله مجاهد ،أن المرأة ستعود إلى عملها. وبالنسبة إلى ارتداء الحجاب والبرقع، فقال إنه لابد من التريث حتى تشكيل الحكومة، وسيكون من صلاحيات الساسة الجدد البثّ في هذا الأمر، وفي مواضيع أخرى خلافية. وشدد على أنه من حق الشعب الأفغاني أن يكون له قانونه الخاص، قائلا “على العالم أن يحترم قيمنا”.

 بناء نظام إسلامي قوي

المتحدث باسم حركة طالبان أوضح أخيرا أن الحكام الجدد في أفغانستان سيعملون بداية على تأمين العاصمة كابول وضواحيها والسفارات والبعثات الدبلوماسية.

Hany Khater

د. هاني خاطر حاصل على درجة الدكتوراه في السياحة والفندقة، إضافة إلى بكالوريوس في الصحافة والإعلام. يشغل منصب رئيس الاتحاد الدولي للصحافة العربية وحقوق الإنسان في كندا، وهو أيضًا رئيس تحرير موقع الاتحاد الدولي للصحافة العربية وعدد من المواقع الأخرى. يعد هاني خاطر صحفيًا ومؤلفًا ذو خبرة عميقة في مجال الصحافة والإعلام، متخصصًا في تغطية قضايا الفساد وحقوق الإنسان والحريات. يركز في عمله على تسليط الضوء على القضايا المحورية التي تؤثر على العالم العربي، ولا سيما تلك المتعلقة بالعدالة الاجتماعية والحقوق المدنية. على مدار مسيرته المهنية، نشر العديد من المقالات التي تتناول انتهاكات حقوق الإنسان والحريات العامة في بعض الدول العربية، فضلًا عن القضايا المتعلقة بالفساد الكبير. يتميز أسلوبه الكتابي بالجرأة والشفافية، حيث يسعى من خلاله إلى رفع مستوى الوعي وإحداث تغيير إيجابي في المجتمعات. يؤمن هاني خاطر بدور الصحافة كأداة للتغيير، ويعتبرها وسيلة لتعزيز التفكير النقدي ومحاربة الفساد والظلم والانتهاكات، بهدف بناء مجتمع أكثر عدلًا وإنصافًا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!
شعار الموقع

نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك على الموقع. يرجى اختيار نوع الكوكيز المناسب أو الموافقة العامة. اقرأ المزيد.